السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتهّ
إنّ الله سبحانه أمرنا بذكره ,و أثنى على الذاكرين,ووعدهم أجرا عظيما ,فأمر بذكره مطلقا ,و بعد الفراغ من العبادات...قال تعالى "فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما و قعودا و على جنوبكم"سورة النساء
103
و قال الرسول عليه الصلاة و السلام"أيام التشريق أيام أكل و شرب و ذكر لله".
و لما كان أفضل الذكر لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ,كما ورد على النبي عليه الصلاة و السلام أنه قال :"خير الدعاء دعاء يوم عرفة ,و خير ما قلت أنا و النبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له ,له الملك وله
الحمد ,و هو على كل شيئ قدير"(رواه الترميذي).
و لما كانت هذه الكلمة العظيمة لها هذه المنزلة من بين الذكر ,و يتعلق بها من أحكام و شروط و مقتضى, فليست كلمة تقال باللسان فقط.
مكانة لا إله إلاّ الله:
إنها كلمة يعلنها المسلمون في خطبهم و أذانهم و محادثاتهم ,و هي كلمة قامت بها الأرض و السموات ,و خلقت لأجلها جميع الخلائق ,و بها أرسل الله رسله,و أنزل كتبه ,و شرع شرائعه و من أجلها نصبت الموازين ,و بها إنقسمت الخليقة إلى مؤمنين و كفار ,فهي منشأ الخلق ,و الأمر و الثواب و العقاب ,و هي الحق الذي خلقت له الخليقة ,و عليها نصبت القبلة ,و عليها أسست الملة ,و لأجلها جردت سيوف الجهاد ,و هي حق الله على جميع العباد ,فهي كلمة الإسلام و مقام دار السلام,,فلا تزل قدم العبد بين يديّ الله حتى يسأل عن مسألتين ":ماذا كنتم تعبدون ؟ماذا أجبتم المرسلين؟.
و جواب الأولى بتحقيق لا إله إلاّ الله معرفة و إقرارا و عملا وجواب الثانيةبتحقيق أنّ محمد رسول الله معرفة و إنقياد و طاعة.
هذه الكلمة هي الفارقة بين الكفر و الإسلام ,و هي كلمة التقوى و العروة الوثقى ,و هي التي جعلها إبراهيم "كلمة باقية في عقبه لعلّهم يرجعون".زخرف 28.
و هي كلمة الإخلاص و شهادة الحق ,دعوة الحق و براءة من الشرك,لأجله أرسلت الرسل و أنزلت الكتب كما قال الله تعالى "و ما أرسلنا من قبلك من رسول إلا يوحى إليه أنّه لا إله إلاّ أنا فاعبدون".
و بهذا تعلم مكانتها في الدين و أهميتها في الحياة ,و أنها أول واجب على العباد ,لأنها الأساس الذي تبنى عليه جميع الأعمال.
بقلم الشيخ صالح بن الفوزان بن عبدالله الفوزان.