ام صفاء عضوة مبتدئة
عدد المساهمات : 11 تاريخ التسجيل : 06/04/2013
| موضوع: قبورنا تبنى وما تبنا الإثنين أبريل 15, 2013 3:44 pm | |
|
[size=21][/size] سبحان من سبقت محبته لأحبابه فمدحهم على ما وهب لهم، واشترى منهم ما أعطاهم حبا لهم، فباهى بهم في صومهم وأحب خلوف أفواههم. الناس أصناف
يقول الله عز و جل:﴿ قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين﴾ [1]
فاز من ملأ قلبه بذكر المولى عز وجل ولم تشغله دنياه أو تنسه آخرته. فمن الناس من علق قلبه بمن لا حول لهم ولا قوة، شغف بهم وعاش لهم حتى نسي خالقه فأنساه نفسه. ومنهم من شغل بجمع المال و صرفه ذات اليمين وذات الشمال، ظانا أنه رافع مقامه بين الخلق. وصنف ثالث: يعيش ليتاجر ويتاجر ليعيش، أيامه بيع وشراء، ضيع الآخرة بعرض من الدنيا قليل. وصنف آخر: تطاول في البنيان، يحيى ليبني البيوت ويسكنها ونسي أننا سنسكن القبور قبل القصور. ... صدق فيهم قول الشاعر:
قبورنا تبنى وما تبنا .......... ويا ليتنا تبنا من قبل أن تبنى
ذكر في الملإ الأعلى
توالى النداء باسم فلان " إني أحب فلانا فأحبوه " نفذ الأمر الإلهي فأحبه ساكن الأرض وساكن السماء، حلي بنور القبول فرأى الكون بنور الله، ومشى به في الناس آمنا مطمئنا، استحضر رقابة ربه في سره وعلنه فسارع إلى الخيرات، جد في عمله للدنيا كما يجد في طلب وجه الله، أعطى الناس مما أعطاه الله فلم تعلم شماله ما قدمت يمينه، ووعى كتابه فحرمت عليه النار، عبد خالقه حبا فيه فلم يسبقه إلى قلبه شيئ. فكان الجزاء أضعاف العمل كما قال عز من قائل في الحديث القدسي:"...فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا و إن أتاني يمشي أتيته هرولة" [2]. فهلا ارتفعت هممنا لنكون من الأحياء عند ربنا المذكورين في الملإ الأعلى، وأنعم به من ذكر.
[1] سورة التوبة الآية 24 [2] صحيح البخاري | |
|